:12_f: يا صديقي
للأيام تاريخ وللوقت ساعات
وللوقوف أعتاب وللرحيل تأملات
يمضي العمر وتتشكل اللحظات
ويتصور الحلم ولا تنتهي الأمنيات
قف للحظة وتصور معي
قف للمحة وتخيل ملامحي
قف لوقفة ودقق في معالمي
ربما أكتشفت في حديثي شئ يشوق للبقاء
أقولها لك صريحة
للسؤال في نفسي أمتداد كالبحر
وللنوايا في قلبي صفاء كصفاء النهر
وللمكانه في حفظي حيز وقدر
ولجلوسي وبقاءي معك حتى النهاية
مسير وصبر حتى نهاية العمر
اخبرني ماذا تريد من تلك النفس
اتريدها أن تتخطى حدود الأمس
وتنطلق إلى مجرة بعيدة
لا صوت فيها ولا همس
أم تريدها أن لا تعترف ابدا باليئس
لأنك تمدها بالقوة وقسوة النفس
أسالك
الا ترى معي أنك تجاوزت الحد
وتماديت في الرد
وتهاونت في العد
وغرقت في المد
حتى اصحبت لا تفرق بين الهزل والجد
أسمح لي أن تصفعك حروفي
فتعيد لكِ ذاكرة العقل
من أنت ايها الصديق
لتشق لنفسك طريق
فتمضي فيه ولا ترتضي بغيرك رفيق
من أنت أيها الصديق
لتحدد الخيار والأختيار
فلا يقف زمن ولا موقف ليشاركك القرار
من أنت أيها الصديق
لتقول أنك العالم بأحوال الذات
فلا أنت من اصبت الصواب
ولا أنت من احسنت البيان
في الرد والجواب
صدقني أن المحاولة تتكرر
فربما كانت غايتك أن تتصور
وربما كان طموحك أن تتمحور
وربما كان اندفاعك لكي تتهور
فلا ترى وتشعر بنفسك إلا وأنت تتقهقر
فصدقني أنت في هذه الحياة
ذات وروح ربما لن يُقدر لها أن تتكرر
اسمعني وأسمع حديثي
ولا تعناد كما كنت عنيدا
في سابق عهدي
يمكن لفرصتي معك أن تبقى وتدوم
ولكن أتعلم إلى متى
لا أظنك تعلم وحتى إن علمت
فإن أشعر بأنك لن تتقدم
إلا إذا استسلمت
لأحساسك الموجود في داخلك
فلا ترد ولا تتكلم إلا بصوت واحد
هو صوت الضمير
أين الشعور بالخوف من المجهول
أين الأحساس بالرجاء في أبسط الحلول
أين انت
وتلك الأقدام تسير بك إلى الظلام
فلا أنت من أمرها لتقف
ولا أنت من اشعلت لها الطريق لتكتشف
أن في غموض الحياة
سراديب وأنفاق تجهلها
سأتركك تحاور الفكر
وتستنهض النفس
فإما أن تسلك دروب القناعة
بأن لا صدق ولا حق إلا صوت الحق
وإما أن تستمر في زيفك والضياع
فتعيش في نفسك ومع نفسك
رغم أنك ترى كل الوجود يتحرك من حولك
أياك وسؤال الجهل بعيون السراب
وأياك والعناد بالجدل وسط كومة من الضباب
فخوفي عليك أن تفتح ابواب عقلك
فترى وقد تفرق عنك الأحباب والأصحاب
فلا ندم يعيد ولا قول يزيد ولا صحوة تفيد
فلقد رحل عنك كل شئ بلا تحديد
لتبقى وحدك في دموعك المفقود الوحيد :12: