حبك تلك المادة المعتقة
لقد شربتها حتى آخر قطرة من ذلك الكأس
ومنذ ذلك الحين
وأنا ثمل ليس لحالته نهاية فيعود منها
إلى ماقبل ذلك الشراب
سأبقى هكذا أسيركِ
سجين زنزانتكِ
ولست أدري إلى متى
أجهل موعد تحرري منك
أعلم أن الطرق قد تغيرت
وادرك بأن ليس لي مكان
في ذلك المكان
لقد رحل زمن عاشقكِ
ولكن ذلك العاشق يرفض الواقع
إنه يخالف عقارب الساعة
ويعود بعكس الإتجاه
يا أعذب النساء
لم أكن احبكِ فحسب
لقد خلدتكِ في كل مساحات كياني
لقد زرعتكِ في كل وريد وشريان
فكيف يتسنى لي أن أنتزعكِ من أعماق ذاتي
عندما ترحلين
سترحل الروح معك
وحينها سيكون الفناء
ها أنا أعود من تلك الرواية
كمن أفاق من حلم جميل
بأحزان تجددت
بعاطفةٍ اغتيلت
بأحلام تبددت
بقلبٍ أضناه النحيب
ياقلبي
تلك كانت حلمك الجميل
تلك كانت أول وآخر وأعظم أمنياتك
لقد وجدت بها مايمنحك البقاء
وكانت أجمل الأشياء
كانت نبضاتك
تلك أعذب النساء
تسعدك إذا شعرت بسعادتها
تتألم إن هي تألمت
ماكنت لتشقيها أبداً
إنك تحبها
وتحيا من أجل أن تمنحها السرور
هاهي تعلن بداية شقاؤك
وتكتب شهادة وفاتك ... بإبتعادها
بالأمس كنا معاً .. وأبتعدت اليوم
وغداً أتظن بأننا سوف ننساها ؟
لاوربي
إن كل لحظة حزن ستذكرنا بها
وكل لحظة سعادة قد نعيشها
ستذكرنا بها ... إنها معنا
وإن لم تكن معنا
ياقلبي
إن الحبيبة التي أحبها
لم أعد حبيبها
لقد سئمت من وفائي .. ثم بقائي
لقد أخرجتني من نعيم جنتها
إلى جحيم حزني عليها
ولست أدري هل ذلك ماأراده قلبها
هل هو مادعاها لفعل كل ذلك بي ..؟
قد كنا نحترق ... ونكاد نفنى
من لهيب أشواقنا إليها
وهانحن اليوم نبكيها
ولعل الدمع يطفىء لهيب
هذه الأشواق الجديدة
أيتها الباقية في ذاكرتي
أخبريني
كيف السبيل لنسيانكِ ؟?
بل كيف سيكون بقائي بدونكِ
وأنت التي من أجلها عشقت البقاء
لن تغيبين عن ذاكرتي
أنتِ هي
وقد مسحتِ ماكان قبلكِ
ولم تتركي مكاناً شاغراً من بعدكِ
أيا ذلك الحلم الذي أعلن الرحيل
وتركني ساهراً بكل هذا الشقاء
هجرتِني
توجهت عاطفتكِ لغيري
وتمردت على ذلك المكان
فأيقنت بأن لاسبيل لرجوعكِ
تلك أقدار عاشقكِ
ولم يكن إختياره
هاهو يذرف دموعه
فأين يداكِ لتمسحها ?؟
هكذا تعود منك فيما مضى
هاهو يئن من جرحكِ
أين من عينه وجه إذا نظر إليه تلاشت آلامه
لقد كنتِ البلسم الذي تطيب بكِ جروحه
سأرحل مخلفاً ورائي كل شىء
هنيئاً لمن سكن قلبكِ من بعدي
هنيئاً لمن ظفر بعاطفةٍ كانت تحتويني
لم يتبق لي سوى بعض أمنيات
أن يمنحكِ ذلك العاشق الذي أستبدلتيني به
بعض مما كنت أمنحكِ
حينها ستكونين بسلام
إن الذي كنت ومازلت أحمله لكِ بين حنايا الفؤاد
أعظم من أن يتصوره خيالكِ البعيد
تلك العاطفة ليس لها حدود تقف عندها
إنها مثل الأمطار
ومن يستطع أن يحص قطراتها
حينها سيدرك حجم تلك العاطفة
دمت بنعيم تستحقينه
وأقول له :
هنيئاً لك مكاني الذي سكنته من بعدي !!