مسرحية هزلية في عصر جاد
** من عادة الكبار.. أن يظلوا كباراً..
** ومن عادتهم أيضاً.. أن لا يعطوا اهتماماً لصغائر الأمور.. وتوافهها..
** ومن طبيعتهم أن يترفعوا عن السفاسف وحالات الهذيان.. وتداعيات اللاوعي.. على الدوام..
** ومن سجاياهم.. أن يركزوا كل اهتمامهم على ما يفيد الوطن.. ويصونه.. ويحافظ على وحدته وتماسكه.. ويتصدوا لكل من يتاجر به.. أو يزايد عليه.. أو يسترخصه.. أو يسعى إلى إلحاق الضرر به..
** ومن خصائص الكبار.. أن يعملوا ويعملوا.. بدلاً من أن يشغلوا أنفسهم بالفرجة على المشاهد (الهزلية) و(المخزية).. لأن الوطن يريد رجالاً أمناء.. وصادقين.. ومخلصين.. ونبلاء.. ونظافاً.. لإصلاح شؤونهم.. وليس إلى معتوهين (يترنحون) في الأزقة والطرقات ويجسدون بذلك صوراً مأساوية لاستعباد رغبات الإنسان.. وإهدارها لكرامة الرجال..
** نحن إذاً..
** نعيش مرحلة جديدة.. تتطلب نوعية مختلفة من الرجال.. الرجال الذين يعرفون حدود المسؤولية.. ويضحون من أجلها بكل رغبات الدنيا ومغرياتها..
** ونحن إذاً..
** نعيش حالة وفاق مع أنفسنا..
** وهي حالة لا تسمح للإنسان بأن ينظر إلى (تحت) وإنما يسمو بنظرته على صغائر البشر.. وتفاهات الأحياء.. ويتجه بعقله.. وقلبه.. وآدميته إلى الخير.. والمحبة.. والعطاء.. وليس إلى الالتفات لمن (ينعقون) كالضفادع الغارقة في مستنقعات آسنة تحيط بهم وتلف حياتهم من كل جانب..
** وسبحان الذي يهدي..
? فاصلة :
** [كل إناء بما فيه ينضح].