يوقظنى من منامى ألم يفتك أمعائى ... تنتابنى رغبة فى الغثيان . ماذا تناولت فى العشاء . تذكرت . وبعد هذه الوجبة بساعتين غلبنى النوم ... وزارنى طائر ... لم أنتبه لألوان ريش جناحيه ... ولا حتى لون منقاره ... ولكنه طائر أليف ... أحببته ... حط على رأسى ومكث غير بعيد وطار محلقاً فى فضاء مكان فسيح ... لم أكن لأحلم فى يوم من الأيام أن أشاهده وأرى كل هذا النخيل ... وكل هذا الجمال ... ولكننى شاهدت فى هذا المكان من على بعد تمثال لفتاة فى غاية الجمال والأنوثة ... دون ثوبٍ يسترها ... وبدا لى أن روح جديدة قد لبستنى ..ز سبحت فى بحورٍ من السعادة ... فأى وجه رأيت ... وأى عينين رأيت ... هنا انسكبت جميع الأشعة الكونية من شموسٍ ونجومٍ وكواكب على جبينها ... هنا وجه السلام .
الشئ الغريب أن هذه الحسناء كانت تنادينى باسمى الثلاثى ... وتدعونى أن أخلصها من هذا السياج الحديدى الدائرى المحيط بها ... كأنها تحفة يخاف عليها ربها أن يفقدها ... أو أن يخطفها فارس على حصانه الأبيض ويرحل بها بعيداً ... بعيدا .
وما أن بدأت أخطو أولى خطواتى ... حتى عاد من جديد هذا الطائر الأليف ... وحط على قدمى برفق وثبات ... فأوقفنى ... فنظرت بناظرى إليه ... فتبينت ملامحه وشكله ... الريش المنسق ... المرتب ... الرائع بألوانه الخلابة للناظرين ... الأحمر ... يليه الأبيض ... يليه الأسود ... ثلاثة ألوان تصنع كل هذا الجمال البديع الرائع .
مازلت أحدق فى الطائر الثابت بمنقاره على حذائى بحنو ... أشير إليه بيدى أن نمضى معاً جنباً إلى جنب حتى نصل لقيود هذه الفتاه ونحررها .
بين الحين والآخر أسمعها تصرخ باسمى وتلح على أن آتى ... استنجدت به يرافقنى الطريق إلى هذه الفتاة المستغيثة ... فاستجاب لى ومضينا ... وفى طريقنا صرنا طائرين ... شاعرين أن المسافة بيننا وبينها قد ذابت وتلاشت ... ووصلنا .
- الحمد لله .
كان بودى أن أكمل لكم ما حدث بعد ذلك ... لكن اطمئنوا فقد سترتها بريش الطائر الودود الطيب ... وطوقتها بطوق من الزيتون ... وقررت ألا أتركها أبداً ... أبداً ... مهما حدث بيننا من خلاف .
وراح ا كنت أعانى منه فى الصباح وتناولنا فى مساء هذا اليوم عشاءً خفيفاً .... ونمنا .
( تمت )