[rtl]الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 11 - 1437 هـ
28 - 08 - 2016 مـ
01:16 مساءً
ــــــــــــــــــــ[/rtl]
[rtl]
بيان التعزير والتشهير، وبيان حدّ السارقين بالخفية، وبيان حدّ النّهابين المتقطعين للمسافرين ..
بِسْم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله المكرمين، وآلهم المطهرين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
قال الله تعالى: {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)} صدق الله العظيم [الطور].
والله الذي لا إله غيره إنّ عذاب الله لآتٍ في هذه الأمّة فيرسله الله على الظالمين من السماء والأرض، ولسوف يبدو لكم من الله ما لم تكونوا تحتسبون، ولقد أعلنتُ لكم وأسررتُ لكم إسراراً، وحذّرتكم أنّ الله غضِب لكتابه الذي أبيتُم أن تحتكموا إليه فيما كُنتُم فيه تختلفون.
وربّما يودّ أحد عامة المسلمين أن يقول: "وما يدرينا أنّك أنت المهديّ المنتظَر! فلَكَم ادّعى شخصيّة المهديّ المنتظَر كثيرٌ من الشخصيّات؛ أكثر من ثلاثين كذاباً وكلّاً منهم يقول إنّه المهديّ المنتظَر، ولذلك نظنّ أنّك لستَ إلا على شاكلتهم يا ناصر محمد اليماني، ولذلك يجب عليك أن تعذر عامة المسلمين كوننا منتظرون إذا صدّق العلماء أنّك المهديّ المنتظَر صدّقناك واتّبعناك، وإن كذّبوا كذّبناك". فمن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: بئس العقول عقولكم وبئس العلماء علماؤكم الذين لا يفرّقون بين البعير والحمير ولا يفرّقون بين التعزير والتشهير، فوالله الذي لا إله غيره إنّ الفرق بين المهديّ المنتظَر الحقّ وبين مدّعي شخصيّة المهديّ المنتظَر باطلاً وافتراءً هو كالفرق بين جملٍ بعيرٍ بين ثلاثين من الحمير! فهل لا تستطيعون أن تميّزوا البعير من بين مجموعة الحمير؟ فكذلك علماؤكم الذين تنتظرون تصديقهم حتى تتبعوا، فكذلك لا فرق لديهم بين التعزير والتشهير برغم أنّ الفرق عظيمٌ بين التعزير والتشهير، فَلَو تسألون كافة علمائكم وتقرأون كتيّباتهم لوجدتم أنّ التعزير حدٌّ من حدود الله يقام على المفسدين في الأرض. فمن ثمّ يقيم عليكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الحجّة من محكم كتاب الله لتعريف التعزير، فتجدون الله يفتيكم أنّ التعزير هو شدّ أزر الأنبياء وأئمة الكتاب، فكيف تجعلون ذلك حدّاً على المفسدين في الأرض؟ فهل أنبياء الله في نظركم مفسدون في الأرض؟ ألم يأمركم الله بتعزيرهم؟ وتجدون فتوى الله في محكم كتابه في القرآن العظيم في آياتٍ بيّناتٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين في آياتٍ بيناتٍ لا يكفر بها إلا الفاسقون، فهل تستطيعون يا كافة علماء المسلمين وعامتهم أن تنكروا بأنّ التعزير في محكم الكتاب هو شدّ الأزر وليس إقامة حدّ التعزير؟ بل تجدوه العكس تماماً! ويفتيكم الله أنّ التعزير هو شدّ الأزر نصرةً لأنبيائه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ( لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)} صدق الله العظيم [الفتح].
وكذلك اللهُ أمَرَ كلّ أمّةٍ أن تعزّر رسولهم الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} صدق الله العظيم [المائدة:12-13].
فانظروا ليوسف القرضاوي الذي يسمّي حدّ الرّجم حدّاً تعزيريّاً ويقول: "إنّه قد حكم به النبيّ بادئ الأمر كونه كان في الشريعة اليهوديّة". وَيَا سبحان الله! بل حدٌّ يهوديٌّ موضوعٌ مفترى في دين محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم ينزّل اللهُ حدَّ الرجم بالحجارة حتى الموت؛ بل ذلك حدٌّ في حكم الطاغوت جاء به الشيطان الرجيم ليتمّ تطبيقه على الذين يرتدّون عن عبادة الطاغوت والأصنام إلى عبادة الله الحقّ، ثم حكم الطاغوت عليهم بالرجم بالحجارة حتى الموت. ولذلك قال الله تعالى في قصة أصحاب الكهف؛ قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
فالسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تحكمون بحكم الطاغوت الشيطان الرجيم؟ فذلك حكمٌ جاء به الشيطان الطاغوت وأمر أولياءه أن يطبّقوا حدّ الرجم على من ارتدّ من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، فوالله إنكم لتحكمون بحكم الشيطان وتذرون حكم الرحمن في محكم القرآن.
وبالنسبة لحدّ الرجم للزاني المتزوج، نعم هو حدٌّ يهوديٌّ مفترى على الله ورسله كما فصلناه لكم تفصيلاً منذ عددٍ من السنين، ولم يكن شريعةً يهوديّةً بل حدّاً يهوديّاً مفترًى من شياطين البشر المنافقين من اليهود على الله ورسوله، ولم يُنزَّل به سلطاناً لا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن العظيم. وثانياً، كيف يحكم به النبيّ بادئ الأمر؟ ألم ينهَ الله رسوله ويحذّره أن يتّبع أهوائهم؟ بل أمره الله أن يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه في التوراة والإنجيل فيأتي بالحكم مما أنزل الله في محكم القرآن العظيم ثم يأتيهم الله بحكمه الحقّ من محكم القرآن، كون الله جعل القرآن هو المُهيمن على التوراة والإنجيل وأحاديث السّنة النبويّة، فما جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فهو مُفترى من عند غير الله.
وأما التعزير فلا أجده في كتاب الله أنّه حدودٌ جزائيّة؛ بل العكس تماماً هو دعوةٌ من الله أنْ تقرضوه لشدّ أزر رُسله وأئمة الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} صدق الله العظيم.
وقال الله تعالى: {إنّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ( لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)} صدق الله العظيم [الفتح].
فكيف تجعل التعزير حدّاً جزائيّاً يا قرضاوي؟ بل الحدّ الجزائيّ هو التشهير بالقاتل من بعد تنفيذه عليه بالصلب، فمن ثمّ يُدفن جثمانه في القبر وأما رأسه فيُمَلَّحُ ويُعلّق بالشارع العام ليكون عبرةً لمن يعتبر للذين يقتلون الناس ظلماً وعدواناً، ويُسمّى ذلك تشهيراً وليس تعزيراً، كون التعزير هو شدّ الأزر وأمّا التشهير فهو أن تشهّروا حدود الله للذين أقمتم عليهم حدَّ الله إذا لم يعفُ وليّ الدّم لوجه الله.
وكذلك حدّ السرقة فتُقطّع أيديهم بالضرب من المعصم؛ أي الكف ليدٍ واحدةٍ حتى تقطر بالدم من السوط، ولا يقصد الله أن تقطعوا أيديهم بقصّها؛ بل الجروح في كفّ السارق الأيسر فقط، وذلك بالجلد حتى تقطر يده دماً كما سوف نوضحه من بعد التمكين.
وبالنسبة للذين ينهبون الناسَ أموالهم في السبيل، فذلك نهبٌ أعظم من السَّرقة الخفيّة كونه يرافقه قهرٌ عظيمٌ للمنهوب الضعيف، فحكم الله في الكتاب أن تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ، أي تقطّع بالجَلد من الجروح حتى تقطرَ يده اليسرى وحَفَا قدمه من الأسفل، فلا يقصد الله أن تقصّوا أيديهم وأرجلهم؛ إذاً فكيف إذا سرق مرةً أخرى فماذا تقطعون اليد الأخرى، أم الرجل الأخرى!! إذاً فكيف يزيل نجاسة الأذى؟ وكيف يتوضأ؟ وكيف يشتغل لأولاده من بعد التوبة والردْع، ولا ولن تستطيعوا أن تقولوا أنّ الله يقصد في قصة النسوة اللاتي قطّعن أيديهن أنّه قَصُّ أيديهن، كون النسوة لم يقصصن أيديهنّ حين رأين يوسف؛ {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} صدق الله العظيم [يوسف:31]، ويتبيّن لكم إنّما يقصد الله أنّهنّ جرحْن أيديهن بالسكاكين؛ أي جروحٍ ولا يقصد قَصّ اليد.[/rtl]
[rtl]
وعلى كلّ حالٍ لسوف نترك المزيد من التفصيل في حدّ السرقة وقطع السبيل كونه أنواع على قدر الجريمة، فمنهم الذين همّوا وتمّ القبض عليهم وهم قطّاع سبيلٍ إلا أنّهم لم يفعلوا شيئاً بعد، فأولئك حدّهم النفي من الأرض، ولا يقصد الله أن تنفوهم فوق قومٍ آخرين فسوف يفسدون في أرضهم؛ بل يقصد الله بالنفي من الأرض أي من الشارع العام إلى السجن بين أربعة حيطانٍ بحسب جزائه زمناً معلوماً، وذلك ردعٌ له حتى لا يعود لما فعل، وإن عاد فيضاعف الحدّ الجزائيّ باستثناء حدّ الزنى بالتّراضي بين الزاني والزانية مائة جلدةٍ على حدّ سواء في كلّ مرة إلا قاطع السبيل المغتصب فمائتي جلدة، فتقطّع أيديهم وأرجلهم من خِلافٍ فمائة لتقطّع كفّ يده اليسرى ومائة لتقطّع حفا قدمه الأيمن كون حدّ المرأة المغتصبة يرفع عنها ويضاف إلى المغتصب، إلا من اغتصب طفلةً فماتت فهنا حدّه الصلب فيفصل رأسه عن جسده فيعلّق رأسه للتشهير في الشارع العام للعظة والعبرة. ولا يزال لدينا الكثير من التفصيل في حدود الله للمفسدين في الأرض لمنع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان.
ولا تستوي السرقات، فليس سارق السيّارة كمن يسرق بيضةً، وكذلك قد جعل الله لصاحب السرقة سلطان حقِّ العفو إن أراد أن يعفو لوجه الله، وإن أبَى أن يعفو صاحب البيض عن بيضته وتبيّن أنّ سارقها كان مسكيناً جائعاً فحتى ولو لم يعفُ عنه صاحب البيضة فلا يجوز أن يُقام حدّ السرقة على المسكين ويعطى ثمن البيضة من بيت مال المسلمين، كون للمسكين حقٌّ في بيت مال المسلمين.
وكذلك سرقة الطعام الجاهز من قبل المساكين ليُشبعوا جوعهم فيتمّ التحقيق في قضية السرقة فإن تبيّن أنهم مساكين لا يجدون ما يأكلون فهنا لا يجوز إقامة حدّ الله عليه؛ بل يُعطى قيمة الطعام من بيت مال المسلمين. ولو كانت هناك عدالةً في مصارف بيت مال المسلمين ورحمةً لَما سرق المسكين بيضةً أو طعاماً ليُشبع جوعه. وعلى كلّ حالٍ لقد جعل الله سلطاناً لصاحب السرقة كما جعل الله سلطاناً لولي دم المقتول ظلماً، فإمّا القصاص وإما أخذ الديّة والعفو لوجه الله. ولَكَمْ شوّهتم دين الرحمة للعالمين أيُّما تشويهٍ![/rtl]
[rtl]وأمّا الذين يقطعون السبيل فلم يَحِل الله قتلهم إلا في حالةِ أنّهم قتلوا أحداً في السبيل، فهنا يتمّ القبض عليهم، وحكم القصاص بالسيف، فيحكم الحاكم بقطع عنقه إلا أن يعفو ولي الدم. وإن قاوم المفسدون في الأرض أمن البلاد والعباد فهنا تتمّ محاربتهم وقتلهم حتى ولو لم يكونوا قتلةً، فما دام قاتلوكم فقاتلوهم، وإن سلّموا أنفسهم فيأخذ كلٌّ منهم حكمه الجزائيّ بالحقّ حسب ذنبه من غير ظلمٍ. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله في الأرض يقول فصلاً ويحكم عدلاً بما أنزل الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.[/rtl]
[rtl]مزيدٌ من التفصيل في بيان التعزير والحدود الجزائيّة ..
[/rtl]
[rtl]
بِسْم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله، وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..
وعليكم أن تعلموا أنّه ذكر القطع لِيَد السارق جعله الله إشارةً لشدّة العقاب في الجَلد برفع الذراع والكوع لِيَدِ الجلاد لكي تتجرح يدُ السارق وقاطع السبيل النهّاب والمغتصب فيُجلد بشدّةٍ كي يتمّ تقطيع كفّه بالسوط فيسيل الدّم من الجروح، ولذلك استنبطنا لكم من لفظ قول الله تعالى: {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف:31]؛ أنه يقصد وجَرحن أيديهن، وسيلان الدم من الجرح.
ولا يستوي جلد الزاني المغتصب من الزنى بالتراضي، فهل يستويان مثلاً زنى بالتراضي والزاني المغتصب؟ بل العقوبات درجاتٌ. وكذلك فهل تستوي عقوبة من وَجد امرأةً في طريقٍ عامٍ مستعرضةً بجمالها وكذلك من غير محرمٍ وفُتن بجمالها أحد أصحاب الشهوات واغتصبها، فهل تساوي عقوبة ذلك اغتصابُ امرأةٍ في طريق خلاءٍ وهي مع زوجها، فقام قطّاع السبيل المفسدون بتكتيف زوجها واغتصاب زوجته أمام عينيه؟ تالله لا يستويان مثلاً!
وكذلك لا يستويان مثلاً من يسرق بالخفية ممن ينهب أموال الناس قهراً تحت تهديد السلاح في الطرقات؛ بل عذابٌ شديدُ الردع لدرجة أن تسيل دماؤهم من أيديهم وأرجلهم من خلاف، وكذلك نفيٌّ من الأرض إلى السجن كلٌّ حسب حجم جريمته وسوابقه.
كون المرأة المتحجبة والتي يرافقها محرمٌ لها وتمّ اغتصابها في الطريق وأمام مُحرمها أليست تلك جريمة أكبر من جريمة المغتصبة التي تستعرض بجمالها حتى تعرضت للأذى من أصحاب متبعي الشهوات؟ ولكنها شاركت في سبب الاعتداء عليها بسبب مخالفة أمر الله، لأنّ المرأة إذا كانت متحجبةً تماماً فلا تكون عرضةً للخطر كالتي تتبرج، ولذلك ذكر الله أنّ {ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59]؛ أي يعرف جمالها فتتعرض لأذى واختطاف الذين يتّبعون الشهوات.
وَيَا أحبتي في الله، ألم يأذن الله لأمْن البلاد بقتل المفسدين في الأرض في حالة أنهم مسلحون أعلنوا الحرب على الذين أرادوا القبض عليهم لمنع القدرة عليهم؟ فهنا يجب قتالهم، وقتْلهم كونهم جنوا على أنفسهم بالقتال ولم يستسلموا: {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} [البقرة:191].
ويُقتل من يَقتل، والمقتول من المفسدين في النار، والمقتول ممن يقاتلون لمنع الفساد في الأرض من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا فهو شهيدٌ، وكذلك المقتول من المفسدين هو عبرةٌ للمفسدين في الأرض الذين يبغون على الناس بغير الحقّ.
ولكن عندما يتمّ إلقاء القبض عليهم يُجرى التحقيق معهم والتّبين هل هم من أصحاب السوابق أم لأول مرةٍ يعتدون في حياتهم؟ فلا يتساوون مثلاً هم وأصحاب السوابق في الحدود الجزائيّة.
ويا أحبتي في الله، إنما ذكر الله أن تقطّع أيديهم تنبيهاً أنّ جلدهم أشدّ من أصحاب الزنى بالتراضي كونه لم يكن هناك اعتداء من أحدهم على الآخر وإنما اتّبعوا شهوتهم، ولهم حدّهم الجزائيّ مائة جلدة في ساحةٍ عامةٍ أمام طائفةٍ من المؤمنين الحضور. ولكن جلد الزنى بالتراضي من غير اغتصابٍ يختلف في شدّته، فأمّا جلد التراضي فلا يجوز الجلاد رفع يده بكامل ذراعه إلى الأعلى حتى لا يكون الجلد شديداً فيقطّع اليدَ فيسيل الدم من الجروح، إذاً الجلاد فقط يرفع ذراعه من الكوع فقط ثم يضرب، إلا جلد المفسدين في الأرض قطّاع السبيل فيرفع الجلاد ذراعه كاملاً إلى الأعلى ثم يضرب، وذلك حتى تتجرح أيديهم وأرجلهم من خلافٍ.
والتقطيع يقصد به في ذلك الموضع الجروح الدمويّة، ولذلك ذكرنا لكم على ذلك مثلاً بأنه من التقطيع ما يقصد به الجروح، مثال اللاتي {قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}، فأنتم تعلمون أن الله يقصد جرحن أيديهن بالسكاكين، ونستنبط من ذلك أنّ من التقطيع ما يقصد به الجروح كمثل جلد كفّ السارق الشمال.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كفّ السارق الشمال برغم أنّ استخدام اليد اليمنى أكثر في الخير والشرّ؟ والجواب: وذلك كونه يأكل بيمينه، فدائماً الجلد في الكفّ الشمال، وإذا كان من أصحاب السوابق فيضاعف له العذاب.
وَيَا أحبتي في الله، كم من أناسٍ يعودون لذنوبهم؟ فإذا استمر تقطيع أطرافهم كما يزعم الذين لا يعلمون أنه يقصد قَصّ اليد كما يُزعمون بقصّ يد السارق فسوف يصبح من أقيم عليه الحدّ معاقاً غير قادرٍ على العمل بعد أن يُستتابَ فيتوب ويريد كسب المال الحلال لنفسه وأولاده من بعد الردع والتوبة. وكيف يطهّر نجاسته عند التبرز؟ وكذلك حين يسرق مرةً أخرى فتقطعوا يده اليمنى فهنا لا يستطيع الأكل والوضوء، وإذا قطعتم قدمه الأيمن ويده اليسرى فسوف يصبح معاقاً تماماً من أول حكمٍ جزائيٍّ حتى ولو كانت أوّل مرةٍ في حياته؛ يفسد للمرة الأولى تجعلونه معاقاً معذباً طيلة حياته وعالةً على أهله ومجتمعه! فحتى ولو أصبح المفسدون قوماً صالحين يريدون عبادة ربهم والعمل الصالح والرزق الحلال ولكنكم بحدّكم المشوِّه لدين الله قد وضعتموهم في دائرة اليأس من رحمة الله، وقد يقتل نفسه بسببكم كونه أصبح عالةً على أهله، أو تجعلون أولاده أو زوجته يشحدون من الناس في الشوارع كون كاسبهم أصبح معاقاً غير قادرٍ على العمل كونه غير قادرٍ على العمل من بعد قَصّ يديه ورجله.
ويا معشر علماء المسلمين، من ذا الذي يبارز الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بسلطان العلم الملجم باسمه وصورته من كبراء علماء الأمّة الذين أصبح منهم من يسترق سلطان علم الإمام المهديّ فيسنده إليه ليقال عنه عالمٌ فطحولٌ؛ أولئك يُلقون في نار جهنم. ولو أنهم كانوا قد تعلّموا العلم من أجل أن يُخرجوا الناس من الظلمات إلى النور لما أضلّهم الله وأعمى بصيرتهم حتى عن الآيات المحكمات البيّنات!
وَيَا للفضيحة الكبرى، إذاً كيف يحرّفون الكلم عن مواضعه المقصودة؟ مثال التعزير أنه حقّ على المؤمنين للأنبياء وأئمة الكتاب، ولكنكم جعلتموه حداً جزائيّاَ. وسمعت أحد الجبناء الهاربين من مواجهة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في موقعه من الذين لا يجرؤون على المواجهة في طاولة الحوار العالميّة ولكنه ينبح من بعيدٍ، ومنهم يقرّ ويعترف بأنّ التعزير حقٌّ يُقصد به شدّ الأزر، وكذلك يقول أنّه كذلك يُقصد به حدّ جزائيٌّ! قاتلك الله من عالِمٍ أفّاكٍ أثيمٍ؛ بل تصِف أنّ ناصر محمد اليماني يحرّف الكَلِم عن مواضعه! بل هو أنت ومن كانوا على شاكلتك من علماء الضلالة الذين شوّهوا دين الله الإسلام في نظر البشر، فهل معقولٌ أن تقصّ كفّ إنسانٍ كونه سرق بيضةً! ألا تعدل الكفّ ديّة في أحكامكم فمن ثم تهينوا قيمتها إلى قيمة بيضة دجاجةٍ؟!
ويا معشر علماء المسلمين فهل لو تقصّوا يدَ سارق بيضةٍ فهل ترَونها سوف تنمو له يدٌ من بعد قطعها؟ بل الجلد بشدّة للسارقين أشياء أكبرَ من البيضة، وأما البيضة فهي من اللمم من الذنوب الصغيرة سرقها ليسدّ بها جوعه، فكم قيمة البيضة وكم قيمة كفّ سارق البيضة الذي سوف تدّمرون مستقبله وحياته وتجعلونه غير قادرٍ على العمل بسبب قطع كفه؟
وبالنسبة للسرقات الكبائر فتجلد يده اليسرى برفع الباع والكوع إلى الأعلى، وذلك حتى يكون الجلد شديداً فتقطّع أيديهم بالجروح من شدّة الضرب بالسوط، فحتماً تتجرح يد السارق وتقطر بالدم، ولكنها سوف تُشفى كما سوف يُشفى ظهر الزاني، ولكنكم تعطبون يد السارق بالقصّ طيلة حياته، أفلا تتقون؟
وهل من أكابر علمائكم من آمن أنّ حدّ الرجم ما أنزل الله به من سلطانٍ، وأنّ حدّ الزانية والزاني مائة جلدةٍ على حدّ سواء أكان متزوجاً أم أعزبَ؟ كون الله يعلم أنّ الزاني التّواق للزنى فحتى ولو تزوج أربعةً من النساء فكذلك سوف تظلّ نفسه توّاقة للزنى بنساءٍ أدنى جمالاً من زوجاته، ولكن الذي يستعفف ويتوب إلى الله متاباً فوالله ليجعل الله قلبه يكره الفسوق والعصيان لربّه بعد إذ هدى الله قلبه.
وما بعث الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليخفف عنكم من الأحكام الجزائيّة؛ بل ليعلّمكم دين الإسلام الرحمة للعالمين الذي يرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان بما يوافق العقل والمنطق ومن محكم الكتاب، ولم نفصّل بعد الحدود الجزائيّة من الكتاب تفصيلاً إلا قليلاً كونه كلما فصّلنا بياناً تفصيلاً فيأتي أحد العلماء فينظر إلى سلطان العلم فيجده قوي الحجّة من محكم كتاب الله ثم يولّي مدبراً ويقول: "سوف أتركه لغيري خشية أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر الحقّ". ثم نجدهم يسكتون عن الحقّ! فويلٌ لهم من عذاب يومٍ عقيمٍ.
ولا نزال ندعو فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولا تخف إلا من الله يا فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي كوني رأيتك كنت تتلعثم وترتعش حين الاعتراف بأنّ حدّ الرجم لا يقبله العقل، ثم تتناقض في بيانك قبل أن تقوم من مقامك، وذلك حرصاً منك على كتاب البخاري ومسلم السّنيّ أو كتاب بحار الأنوار الشيعي، فاتقِ الله واعتصم بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم. وها هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي ينطق بالحقّ ولا يخاف في الله لومة لائم يعلن التحدي بسلطان العلم الملجم لكافة علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم وليس لنا غير شرطٍ واحدٍ عليهم هو أن يقبلوا الله حَكَماً بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم، ولكن اسمحوا لي أن أعلن بنتيجة الحوار من قبل الحوار، فتالله لتجدون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو المهيمن عليكم بسلطان العلم المحكم نستنبطه لكم من الآيات البيّنات لدرجة كأنّه أُنزل عليكم قرآنٌ جديدٌ؛ وليس بجديدٍ ولكنكم صرتم عن الحقّ بعيدين فخرجتم عن صراط العزيز الحميد؛ إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ. فهل من مبارزٍ للإمام {ن} بالقلم بسطور سلطان العلم من محكم القرآن العظيم في الحدود الجزائيّة؟ بشرط أن يكون الحوار في طاولة الحوار العالميّة لكلّ البشر؛ موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. ونحنٌ أهلٌ للأمانة وحفظ الحقوق فلن نحذف ردّ عالِمٍ جاء باسمه وصورته الحقّ مهما سبّ أو شتم فسوف نهيمن عليه بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم بإذن الله ربّ العالمين.
ولم يأتِ بحدّ تقطيع أطراف الإنسان لا نبيٌّ ورسولٌ تنزّل عليه الكتاب، ولا نبيٌّ آتاه الله حكم الكتاب، ولا إمامٌ مصطفًى زاده الله في العلم بسطةً إلا أن تكون الجروح قصاص العين بالعين والسنّ بالسنّ.
ويا معشر علماء الفلك الذي منهم من عَلِمَ عِلْمَ اليقين أنّ الهلال وُلد قبل الكسوف والاقتران سواء شرقاً أم غرباً واجتمعت به الشمس وقد هو هلال، تالله إنكم تستحقون المباهلة فنجعل لعنة الله على الظالمين الكاتمين الشهادة بآية الإدراك الكونيّة.
وبالنسبة لحجّكم هذا العام، فإلى ذمّة مَنْ جعلوا أهلّة الفرائض أهلّةً سياسيةً سواء مصر أو السعودية؟ ولكم نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين، ولا نلوم عليكم أن تشاهدوا هلال ذي الحجّة لعامكم هذا 1437 من بعد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة؛ بل نصحناكم إنْ غمّ عليكم بالانتظار للنظر إلى منازل أهلّة ذي الحجّة كون أهلّة الحجّ مواقيتٌ معلومةُ فإذا اكتمل التربيع فأعلنوا النفير للحجّ يوم ثمانية ذو الحجّة، أم أنّ الوقوف بعرفات في أوّل الشهر أم أن يوم النحر في أول الشهر؟ ألا والله لو التزمتم بمراقبة منازل أهلّة الحجّ لما كان هناك جدالٌ في الحجّ كون التربيع للقمر يكون ظاهراً لكافة البشر ويوم الثامن النفير، ولكنكم للأسف أصبحتم تأتون البيوت من ظهورها، والحكم لله خير الفاصلين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
[/rtl]
[rtl]
خليفة الله في الأرض يقول بالعدل ويحكم بالفصل وما هو بالهزل[/rtl]
[rtl] الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني[/rtl]