يا رب ...امي...امي...
اجهدتها الدنيا و اتعبها مشوار الحياة فرمت بكل همومها و مشاغلها على قلبها الصغير
قلب ينبض بالحب لكل الناس و يسع الكثير الكثير
و مرت الايام متشابهة لا جديد فيها و ها هو هذا القلب يئن و يستغيث لم يعد يتحمل و لم يعد يقوى على الاستمرار
قلب متعب من دنيا مليئة بالجد و الجهد و المثابرة في سبيل اسرتها ..
وعقل مهدود من التفكير في كل صغير و كبير...
و حياة نشيطة مفعمة بالعطاء و التضحية...
واراها اليوم تعلن الاستسلام و ترفع راية الرحيل
اراها ذابلة لا تملك الحراك
وجهها شاحب و عيناها الجاحضتين يمزقاني قلبي
زفراتها و انينها الصامت الذي لا تترك له حرية الخروج الى الواقع حتى لا يؤلم احاسيسنا
و معاناتها المكتومة في الاعماق حتى لا تقلقنا و لا تشعرنا بالاسى...
انفاسها المتقطعة سياطا يلهب جسدي ...
آآآآآه امي آآآه...
يا ليتني كنت املك ان احمل عنك و لو قليلا من هذا الالم...
ليتني كنت املك ان ائن بدلا عنك و ان اهبك من صحتي و لو القليل...
ليتني كنت املك ان ارسم على محياك بسمة حتى و لو كانت ذابلة...
ليتني و ليتني و لكني لا املك ان افعل شيئا ...
وجدتني انظر الى عينيها و هي تتحدث حديثا طويلا لا يفهمه الا هي..
حديث جميل يروي كل التضحيات و يجسد الامومة في اعلى مراتبها..
و وجدتني اسمع دقات قلبها كمطارق تهوي علي فتكسر اوصالي...
و لم اعد اقوى على مجالستها ...لم اعد اقوى على تحمل عذابها الصامت...
تمنيت لو اخرجت كل ما تحاول دفنه باعماقها..
تمنيت لو كانت ممن يتكلمون و يفضفضون علها ترتاح..
و لكنها امي كما عهدتها دوما...
صامتة في الحزن و الفرح...
ان اشتكت فالى مولاها و ان شكرت فله لا لغيره...
تمنيت لو كان بمقدوري ان اجعلها تبوح بما يخالج صدرها و بما تشعر به...
و لكني اعرفها جيدا ... ابدا لن تحملنا الامها ..ابدا لن تبكينا على حالها.
امي...
تضحياتك الجسام كبلتنا فما عدنا نقوى على رد الجميل و لا برّنا لك اصبح كافي..
تضحياتك العظيمة حتى و انت على فراش المرض الجمت السنتنا فما عدنا نقوى على الكلام...
تعلمت منك دروسا رائعة ما كنت لاتعلمها ابدا من دونك ...
و ارتويت من نبع حنانك الفائض و من عطائك اللامتناهي..
اتسلل ليلا اليك ارقب تفاصيل وجهك...فلا اشبع من النظر اليك...
اتسلل ليلا حتى احتفظ لك باحلى صورة في ذاكرتي لن تغيب مهما طال بي الزمن...
اشتقت ان اسمع اسمي من فمك العطر الذي لا ينطق الا طيبا...
اشتقت ان تناديني كما كنت دوما تفعلين...
لا يمكنني ان ارسم معالم حياة تغيبين عنها امي...
و لا يمكن ان ارى القادم و انت لست فيه...
لا انكر ابدا انها سنة الله في خلقه و انه طريق لا بد منه...
و لكن اصبر نفسي و انا احلم بامي تقف من جديد على رجليها و تسال عن كل كبير و صغير..
احاول ان ارى الدنيا وردية رغم هذا السواد الذي يلفها و انت طريحة الفراش...امي
ماله قلبك الواسع الكبير استسلم و تهاوى ؟؟؟
ماله جسدك الذي تحمل الكثير انهار و لم يعد يقوى ؟؟
مالك امي اتنوين الرحيل ؟؟؟ اتنوين الذهاب بلا رجوع ...
اتنوين اخد قلبي و كياني معك للابد؟؟؟
استتركينني جسدا بلا روح ...و هل بعدك روح يا روح قلبي....
ابكي و اتباكى و تحرقني الاهات ...و صدى صوتي يرتد باعماقي فيزلزلها ...
و ينخر في دهاليزا من الاحزان المظلمة ...
و كيف لا تظلم دنيايا و نورها يوشك ان يتلاشى...
و تلفني المرارة من كل صوب و انا احدث نفسي...
امي سامحيني ...
سامحيني ان كنت قصرت او خدلتك يوما ...
سامحيني ان كنت نسيتك لحظة من اللحظات...
و اعفي عن زلاتي معك يا احب الناس..
لا مثلك مثل و لا يسد الفراغ بعدك احد مهما كان...
و لا زلت اسال الله لك الصحة و العافية ...
لا زلت ارجو من مولايا و خالقي ان اراك معافاة من جديد...
لا زلت احلم يوما ان اتسلل ليلا الى مرقدك فاجدك امي..
مثلما كنت دوما تنامين ...هادئة النفس و باسمة المحيا ...
اقف ببابك ربي متضرعة و متوسلة...ارحم امي...
و اشفها و عافها يا رب الكون...
اقف ببابك يا حي يا قيوم و اقول يا رب ملء صوتي...
ااجزع و انت ربي ؟؟؟
ااحزن و انت معي؟؟؟
ااخاف على امي و انت من استودعتك اياها؟؟؟
كلا و الف كلا..
امي في قلبي و لن تغيب شمسها ما حييت...
و لو اخترتها ربي فاحمدك و اشكرك و لن اجزع...
لانك ارحم منا جميعا بامي...
وحدك انت من ترفع له الايادي و يستجيب...
وحدك انت من بمقدوره ان يحفظ قلب امي...
وحدك انت من ارفع له يداي و اقول باعلى صوتي ...
يا رب ...امي...امي...