أشد من الماء حزنا |
وأوضح من شمس تموز. لكنٌ نضج السنابل |
يختار ميعاده بعد عقم الفصول. |
إذن فالتمس في وكالة غوثك شيئا من الخبز. |
وانس الإدام قليلا.. تحر التقاويم: يوما فيوما. |
وشهرا فشهرا. وعاما فعاما. تحر المناخ المفاجيء، |
قبل انفجار ندائك. أنت المنادي وأنت المنادي |
وأنت اشتعلت. انطفأت.. ابتدأت. |
انكفأت.. وأنت اكتشفت البلاد.. وأنت |
فقدت البلادا! |
أشد من الماء حزنا. |
* |
يؤجٌلك الموت . تمسح جسمك بالزيت كاهنة |
كرٌستٍها العصور لأجلك أنت. لأجلك تولد |
في البحر والبر عاصفة لا تسمى |
وتزحف في جسد الأرض حمى |
لينهض فيك كسيحاً. ويبصر أعمي |
وحولك ما خلق الله من كائنات غرائب |
ومن يصنعون العجائب |
لهم ٍ قصب السبق دون سباقي. لهم ما تتيح المقاعد |
للمقعدين. لهم جنة رحبة في الزحام الفقير وفي ورد |
مستنقعات الأزقٌة. تحت صفيح الأنيميا وبين |
خيام التخلف والجهل. في رقة القمع. هم نخبة |
الرق. أسياد زوجاتهم في المحافل. زوجات أسيادهم |
في القرار الصغير الصغير |
لهم ما يتيح الجلوس المدرب. ساقا علي الساق. |
كفا علي الخد. تحت حزام المدير |
وتحت حذاء معالي الوزير |
لهم قوتهم دون كد. وميراثهم دون جد وجد. |
لهم أن يكونوا العقارب في القيظ، |
أو أن يكونوا الأرانب في الزمهرير. |
لهم زغب القاصرات وريش النعام الوثير |
وأوقاتهم من حديد. وأعباؤهم من حرير |
وأنت على ملتقى الليل بالفجر. والبحر بالبر |
والجهر بالسر. تقتح باب السؤال الكبير |
وتغلق باب الجواب الأخير |
أشد من الماء حزنا |
أشد من الماء والرمل حزنا. |
* |
تصلي كثيرا |
تصلي طويلا |
تصلي |
وفي موعد النجمة الضائعه |
يضيع نداء المؤذن في جلبة السير، |
يعلق غيم الدخان بجلبابه. ويعود إلي البيت، |
مختنقا. حانقا من زحام الخلائق. تحتج |
زوجته الرابعه |
'غسلت ثيابك فجرا. وها أنت ترجع |
متسخا بالسناج.. ترفق قليلا. ترفق |
بخادمة المنزل الطائعه'! |
تصلٌي |
ويسقط رأس الموظف فوق ملفاته ميتا. |
خانه قلبه. والمرتٌب خان العيال. وخان |
المدير الأمانه |
وخانت جيوب الرئيس جيوب الخيانه |
ودارت. ودارت.. ودارت على نفسها الأسطوانه |
تنح إذن. أو تفجر كما ينبغي. لا صراط هناك |
ولا مستقيم هنا.. شاهدى أنت.. لكنٍ لمن سوف |
تشهد؟ أية محكمة لم تطأها الرشاوي؟ وأي |
القضاة البريء؟ |
تنح تفجر. تنح. تفجر. تفجر. لعل انفجارا |
يضيء |
وكل انطفاء مسيء مسيء |
وكل سكوتي كلامى بذيء! |