لكنٍ لأم وحيده |
لهاجر ضائعة في الرمال |
مشردة عن حقول السنابل |
ونبض الجداول |
أشد من الماء والرمل حزنا. |
* |
على ظهرك الآن ترقد. بين الحياة القليلةً |
والموت يأسا. |
يطلٌ من السقف 'فاوست' القديم. ويسخر منك. |
'تبيع كما شئت. أولا تبيع كما شاء شيطانك الذهبي. |
وفرصتك الذهبية.. لا.. لن تكون الأخيرة. |
سوق هي الأرض والناس لا تشتري أو تبيع |
سوى سقط أرواحها.. ولديها شياطينها المنتقاة |
علي كيفها!'.. ويقهقه 'فاوست' الخبيث. |
يقهقه مزدريا ما تحب ومحتقرا ما تخاف |
ومستمتعا بانهيار الضعاف |
ومنتظرا خصب أيامه المقبلات علي عربات الجفاف |
وأنت علي ظهرك الآن.. ما بين بين |
من الأين توغل في ألف أين |
* |
وها أنت خلف الزجاج المصفح. مقهاك سيارة |
الليموزين الوحيدة. سافر إذن في عروقك. |
واتبع دخان سجائرك الفاخره |
ولا تتبع الطرق الظاهره |
قناع وراء قناع |
تحاصر أوجه أحوالك الخاسره |
وأسراب نمل تحاصر |
أشجارك الخاسره |
وأحلامك الخاسره |
وليل سميك يحاصر أقمارك الخاسره |
وأيامك الخاسره |
وحزن أشد من الليل ليلا |
يحاصر قهوتك الفاتره |
وأنت.. أشد من النمل حزنا |
أشد من الليل حزنا |
أشد من الماء والحزن حزنا.. |
* |
لغيرك أن يتلهى بسخف التفاصيل.. حسبك أنت اكتمال |
الفجيعة. جيماً من الجهل.. جيماً من الجبن. جيماً |
من الجوع. تختصر الأبجديه |
وتهوي النيازك في ساحة البيتً. تحفر في مسكب الورد |
قبرا. وتهتز جدران بيتك خوفا. وتحضن ما |
ظل من صور عائليه |
وما ظل من قسمات الهويه |
لغيرك ما يتراءى على شرفة الأكاديميا ومختبر البحث |
والمقعد الجامعي الوثير |
وتبقى أخيرا. مع اللحظات الأخيرة. من بعض عمر قصير |
أمام التفاصيل. خلف التفاصيل.. تبقي أخيرا وتبقي |
بعيدا، |
ويبقي.. |
ملاك مريض يلوب علي سطح بيتك. من وسلوي على نار سيناء. هذا الشٌواء اللذيذ امتحانك. فامضغ |
إذا شئت زهدك. وانس القرابين. كل عرائسك |
الفاتناتً طعامى لأسماك قرش. فلا النيل يطلب |
لحم العذاري. ولا الخصب رهن ابتهالاتك الخاويه |
هنا حجر الزاويه |
وأنت تلوب ملاكا مريضا على باب شعبك |
والريح باردة قاسيه |
ولا كلب ينبح |
لا باب يفتح |
لا إنس. لا جن. القلب يمنح راحة رحمته الحانيه |
وأنت غريب هنا. ووحيد هناك |
أشد من الماء حزنا. |